2025-07-07 10:32:58
في 16 يونيو 1982، شهدت مدينة خيخون الإسبانية واحدة من أكثر المفاجآت إثارة في تاريخ كأس العالم، عندما تغلبت الجزائر على ألمانيا الغربية بنتيجة 3-2 في المباراة التي لا تنسى ضمن المجموعة الثانية. كانت هذه المباراة علامة فارقة ليس فقط للكرة الجزائرية، ولكن أيضًا لكرة القدم العالمية، حيث أثبتت أن الفرق الصغيرة قادرة على منافسة العمالقة.
البداية الصعبة والأهداف المبكرة
دخلت الجزائر المباراة وهي تعتبر الفريق الأضعف في المجموعة التي تضم ألمانيا والنمسا وتشيلي. لكن المنتخب الجزائري، بقيادة المدرب رشيد مخلوفي، أظهر روحًا قتالية استثنائية. في الدقيقة 54، سجل اللاعب الجزائري رابح ماجر الهدف الأول، ليصدم الجميع ويتقدم الجزائر 1-0. لم تكن الصدمة قد انتهت بعد، حيث سجل اللاعب الآخر لخضر بلومي الهدف الثاني في الدقيقة 68، ليزيد من صعوبة الموقف على الألمان.
رد فعل ألمانيا والأهداف المتتالية
لم تستسلم ألمانيا، وسرعان ما قلصت الفارق عبر كارل-هاينتس رومينيغه في الدقيقة 67. لكن الجزائر عادت لتزيد الفارق مرة أخرى عبر هدف ثالث سجله صادق درايدة في الدقيقة 70. حاول الألمان العودة بقوة، وسجل بول برايتنر الهدف الثاني لهم في الدقيقة 80، لكن الوقت لم يكن كافيًا لتحقيق التعادل.
تداعيات المباراة وتأثيرها التاريخي
أصبحت هذه المباراة واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في كأس العالم 1982، حيث أظهرت للعالم أن الفرق العربية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات. كما أدت النتيجة إلى تغيير نظام المسابقة في البطولات القادمة، حيث تم اتهام ألمانيا والنمسا بالتلاعب بنتيجة مباراتهما اللاحقة لضمان تأهلهما معًا على حساب الجزائر، مما دفع الفيفا إلى تعديل قواعد المجموعات في المستقبل.
اليوم، لا تزال مباراة الجزائر وألمانيا 1982 محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم، كرمز للإرادة والتصميم والقدرة على تحقيق المستحيل.