2025-08-01 14:13:42
شهدت منافسات الدوري التونسي للمحترفين موجة عارمة من الجدل والاحتجاجات بسبب سلسلة من الأخطاء التحكيمية الفادحة التي أثرت بشكل مباشر على نتائج المباريات، مما دفع العديد من الأندية إلى توجيه انتقادات حادة للجنة الحكام والاتحاد التونسي لكرة القدم.
قرار إلغاء تقنية الفار يزيد الأزمة تعقيداً
تصاعدت حدة الجدل مع إعلان رابطة دوري المحترفين عن إلغاء اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) للموسم المقبل 2024-2025، بعد ثلاث سنوات من تطبيقها في مباريات مرحلة التتويج. وأشارت تقارير إلى أن هذا القرار جاء نتيجة عدم تسديد مستحقات الشركة المزودة للتقنية، مما أثار موجة من الانتقادات حول مصداقية المسابقة ومستوى الحكام.
مباريات مثيرة للجدل
برزت عدة مواجهات كروية كبؤرتين رئيسيتين للأزمة، حيث أثارت مباراة الترجي الرياضي التونسي ضد الملعب التونسي في الجولة الثالثة عاصفة من الغضب بعد منح الحكم ركلة جزاء مثيرة للجدل للترجي، ساعدته على التعادل (2-2) بعد تأخره بهدفين. كما شهدت مواجهة النادي الأفريقي وشبيبة العمران في الجولة الثانية جدلاً كبيراً حول هدفين سجلهما الأفريقي في وضعية تسلل واضحة.
عقوبات للحكام وتصريحات نارية
ورداً على هذه الأخطاء، فرضت لجنة الحكام عقوبات على عدة حكام، حيث أوقفت الحكم سيف الدين الورتاني أربعة أسابيع بسبب أخطائه في مباراة الترجي، كما عاقبت الحكم حسام بالحاج علي بالمدة نفسة بعد أخطاء فادحة في مباراة ترجي جرجيس ونجم المتلوي.
من جانبه، هاجم محمد محجوب رئيس الملعب التونسي لجنة الحكام بقوة، واصفاً القرارات التحكيمية بأنها “سلبت فريقه نقطتين”، ومطالباً بـ”العدل والنزاهة” للحفاظ على مصداقية الدوري.
تحديات تواجه لجنة الحكام
في خضم هذه الأزمة، يواجه ناجي الجويني رئيس لجنة الحكام الدولي السابق تحدياً كبيراً في إدارة الأزمة، خاصة مع استمرار الأخطاء التحكيمية رغم تعيينه في مارس الماضي. ويؤكد هشام قيراط المسؤول السابق عن اللجنة أن غياب تقنية الفار يزيد من صعوبة عمل الحكام ويعرضهم لانتقادات قد تكون غير عادلة في بعض الأحيان.
محاولات لحل الأزمة
كشف مصدر في لجنة الحكام عن استمرار المشاورات حول إمكانية عودة تقنية الفار، لكن ذلك يبقى رهيناً بحل النزاع المالي مع الشركة المزودة أو التعاقد مع شركة جديدة. وكانت اللجنة قد لجأت الموسم الماضي إلى الاستعانة بحكام أجانب لتخفيف الضغط، لكن الاحتجاجات استمرت، كما ظهر جلياً في مواجهة الترجي والأفريقي التي شهدت أعمال شغب تسببت في إيقاف اللعب 13 دقيقة.
تبقى الأزمة التحكيمية في الدوري التونسي للمحترفين واحدة من أهم التحديات التي تواجه اتحاد الكرة، حيث تهدد مصداقية المسابقة وتثير تساؤلات حول إمكانية إيجاد حلول جذرية تعيد الثقة في القرارات التحكيمية وتضمن المنافسة العادلة بين الأندية.